أزمة لبنان: شعب تعرض للخيانة - الغارديان

احتجاجات في لبنان

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، لبنانيون يحتجون على محافظ البنك المركزي في أواخر يناير/ كانون الثاني 2023

نبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان، التي كتبت افتتاحية بعنوان "أزمة لبنان: شعب تعرض للخيانة".

ترى الصحيفة أن فساد النخبة السياسية والمالية في لبنان وشهوتهم إلى السلطة وعدم كفاءتهم قد دفع البلد المضطرب بالفعل إلى الهاوية، بينما يواجه الفقراء والطبقة الوسطى انهيارًا اقتصاديًا وتلاشي الخدمات.

وتشير الصحيفة إلىتخفيض قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 90 في المئة، ولا يزال ذلك غير كاف ليعكس انحدارها بالكامل.

وكتبت "معدل التضخم يتكون من ثلاثة أرقام. انهارت الخدمات العامة. بدون استئجار مولد خاص، يمكن للأسر أن تتوقع فقط ساعة أو نحو ذلك من الكهرباء في اليوم. ساهم نقص مياه الشرب في تفشي الأمراض، بما في ذلك حالات الكوليرا الأولى منذ عقود".

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الآباء في لبنان يرسلون أطفالهم إلى دور الأيتام، لأنهم لا يستطيعون إطعامهم. ولجأ عدد متزايد من المواطنين إلى السطو المسلح كطريقة وحيدة لاسترداد ودائعهم الخاصة من البنوك، عندما يكونون في أمس الحاجة إليها.

ويعد هذا أحد أكثر الانهيارات الاقتصادية خطورة على المستوى الدولي منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، وهو يحدث في بيئة شديدة التقلب. وقد أطلق عليها البنك الدولي اسم الكساد المتعمد، الذي دبرته النخبة، التي لطالما استولت على الدولة وعاشت من ريعها الاقتصادي، بينما يتحمل الفقراء والطبقة الوسطى عبء الأزمة، حسب الصحيفة

وتقول إنه على الرغم من مشاكل لبنان طويلة الأمد، التي تشمل الفساد والعنف وعدم الكفاءة وتنافس دول إقليمية على النفوذ عبر وكلاء، فإن التحديات تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

"كان هؤلاء في القمة يديرون بشكل أساسي مخطط بونزي (لعبة مراهنات) عملاقا، عبر دعم العملة من خلال جذب الدولارات من خلال أسعار فائدة خيالية للمستثمرين".

وفي عام 2019، أثارت خطة التقشف المصممة لضبط الميزانية دون المساس بمصالح النخبة احتجاجات واسعة تطالب بإصلاح جذري وفرعي. لكن جائحة كوفيد أوقفت تلك الاحتجاجات، وضاعفت أيضًا الصورة الاقتصادية اليائسة، كما تقول الغارديان.

بعد ذلك، وفي الرابع من أغسطس/ آب عام 2020، أدى انفجار مرفأ بيروت - وهو أحد أكبر الانفجارات غير النووية على الإطلاق - إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف.

وعكست الكارثة، وفق الصحيفة، إخفاقات الدولة، وفشل التحقيق تماما بعد أن أفرج النائب العام عن جميع المشتبه بهم الشهر الماضي.

ويطالب صندوق النقد الدولي وآخرون بالإصلاح قبل تسليم أموال المساعدات. لكن أولئك الذين في القمة "لا يمكنهم الاتفاق على رئيس"، ويبدو أن محاولات استبدال حكومة تصريف الأعمال "قد توقفت".

وكتبت الصحيفة "يبدو أن هناك احتمالية أقل لموافقتهم على الإصلاح، الذي يرون أنه في الأساس تنازل عن السلطة والامتيازات. وكثير منهم من أمراء الحرب الذين ربما يشعرون أنهم قادرون على الإثراء، حتى لو انزلق لبنان إلى الصراع مرة أخرى، كما يخشى البعض الآن أن يحدث".

وتحدثت الغارديان عن الأطراف الخارجية. وقالت إنها كانت أيضا "جزءا من المشكلة وليس الحل". وكما لاحظ الخبير الاقتصادي نديم شحادة في قمة باريس الأخيرة، فإنه "يبدو أن للعالم كله رأيا في انتخاب رئيس في لبنان". وأثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الغضب لأنه وعد اللبنانيين "بالتصرف نيابة عنهم، ثم فشل بشكل واضح في المتابعة".

وتتمثل إحدى الخطوات الصغيرة إلى الأمام في قيام مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، بإطلاق بعثة لتقصي الحقائق بشأن انفجار مرفأ بيروت، على الرغم من السخرية من إمكانية نجاحه، وفق الصحيفة.

واختتمت الغارديان بأن "التغييرات الأكبر التي يحتاجها الشعب اللبناني تبدو مستحيلة في الوقت الحالي".

"التعليم حق لكل الأطفال"

فتيات أفغانيات

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، تسمح حركة طالبات للفتيات الصغيرات بتلقي التعليم، بينما تحظر عليهن دخول الجامعة

ومن الصحيفة نفسها، نطالع مقالا كتبه غوردون براون بعنوان "قصة شازيا رمضان تظهر ضرورة أن يكون التعليم حقا لكل الأطفال".

وغوردون براون هو رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ويشغل حاليا منصب رئيس صندوق الأمم المتحدة لدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة.

وينطلق الكاتب من قصة "شازيا رمضان" وهي فتاة باكستانية قاتلت من أجل حقها في التعليم، وأطلق عليها وزميلاتها متطرف النار في عام 2012، حين كانت تبلغ من العمر 14 عاما، في وادي سوات شمالي باكستان بهدف منع الفتيات من التعلم.

وأصيبت شازيا وزميلتها ملالا يوسفزاي - وهي ناشطة باكستانية بارزة أيضا في مجال تعليم الفتيات - بالرصاص وأمضيتا شهورا في العلاج والتعافي.

الآن حصلت شازيا على درجة التمريض من جامعة إدنبرة في اسكتلندا، وتستعد لتأسيس مدرسة تدريب الممرضات الخاصة بها في باكستان، وتجمع حاليا الأموال للجمعيات الخيرية الباكستانية التي تساعد الفتيات الأفغانيات اللائي حُرمن من التعليم، منذ أن طردتهن حركةة طالبان من المدارس الثانوية.

ويشير براون إلى أن "هناك 5 ملايين فتاة في أفغانستان حاليا خارج المدارس، وهن بحاجة ماسة إلى دعمنا"، كما أن الكثير من هؤلاء الفتيات "يهربن عبر الحدود إلى باكستان المجاورة على أمل الحصول على التعليم".

ولكن للأسف، فإن أولئك الفتيات ينضممن إلى طابور الانتظار الطويل في باكستان للحصول على التعليم، الذي يبلغ طوله بالفعل 23 مليون طفل. وهذا ليس فقط بسبب الفيضانات الأخيرة في البلاد، والتي أغلقت 27000 مدرسة، ولكن أيضا بسبب فشل باكستان طويل الأجل في الاستثمار في تعليم الفتيات، كما يقول المسؤول الأممي.

وبالنظر إلى الصورة الأوسع، نجدها أكثر خطورة، إذ إن "هؤلاء الفتيات ليسوا سوى جزء بسيط من 222 مليون طفل متأثرين بالأزمات في العالم، والذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم التعليمي. ومن بينهم 78.2 مليون طفل، منهم 42 مليون فتاة، لا يذهبون إلى المدرسة على الإطلاق، بينما يعاني الآخرون من الكثير من الاضطرابات في تعليمهم، لدرجة أنهم يفشلون في اكتساب أبسط مهارات القراءة والكتابة والحساب".

ويوضح الكاتب أن هذا العدد الضخم أكبر من مجموع سكان ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وآخذ في الارتفاع كل عام، مشيرا إلى أن هناك "أكثر من 100 مليون شخص هم من اللاجئين أو النازحين داخليا بسبب الصراعات والحروب الأهلية، من أوكرانيا وميانمار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وإثيوبيا والصومال".

وعرج الكاتب على كارثة الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا، وأثره المتوقع على حرمان عدد كبير من الأطفال - سيكون أغلبهم من الإناث أيضا - من التعليم.

ودعا بروان إلى تعزيز الدعم الدولي لصندوق التعليم الأممي الذي يرأسه، خلال مؤتمر تجديد الموارد المالية الذي سيعقد في جنيف هذا الأسبوع.

وكتب "يجب ألا يضطر الأطفال إلى انتظار انتهاء الحروب، أو التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية، حتى تتاح لهم فرصة التعلم والازدهار".

"حان الوقت لعزل روسيا"

ونختتم جولتنا من صحيفة فاينانشيال تايمز، ومقال بعنوان "حان وقت عزل روسيا عن النظام المالي العالمي"، كتبه سيرغي مارشينكو وزير المالية الأوكراني.

بدأ الكاتب مقاله بالحديث عن النظام الدولي الذي أسفرت عنه الحرب العالمية الثانية، ومجموعة الهيئات والمؤسسات التي أنتجها، بغرض "حماية القيم الليبرالية وحقوق الإنسان والاقتصاد العالمي، والقضاء على خطر الإبادة النووية".

فلاديمير بوتين

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، اعتبر الكاتب أن روسيا في ظل حكم فلاديمير بوتين تقوض النظام الدولي

وأدى نجاح هذا النظام الدولي الجديد القائم على القواعد إلى توسعه، إذ جلب روسيا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى اقتصادات مزدهرة أخرى مثل الصين والهند.

وكتب الوزير الأوكراني: "لكن مثل هذا النظام لا يعمل إلا عندما يتبع أعضاؤه القواعد. ومع غزوها العنيف وغير المبرر لأوكرانيا ، والدعم السام للفساد والتمويل الموثق للإرهاب، تسخر روسيا تمامًا من النظام الدولي القائم على القواعد".

وتساءل الكاتب عن جدوى وجود روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وكذلك في مجموعة العمل المالي (FATF) التي أنشأتها مجموعة الدول السبع.

وهذه المجموعة هي منظمة حكومية دولية تأسست سنة 1989، وتعمل على سن المعايير الدولية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، كما تقيم مدى التزام الدول بتلك المعايير.

وتضم المجموعة اليوم 37 دولة عضو، تشمل روسيا، على الرغم من الأدلة على فشل موسكو في تلبية معايير المجموعة على الجبهات الثلاث، وفق الكاتب.

ويلفت النظر إلى أنه "في هذا الشهر، سيجتمع أعضاء المجموعة في باريس للنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا في تاريخ رمزي - عام واحد بالضبط منذ غزو أوكرانيا".

ونقل الكاتب مطالبة بلده، أوكرانيا لمجموعة العمل المالي بطرد روسيا وإدراجها في القائمة السوداء.

واختتم "لقد سُمح لروسيا بتقويض النظام من الداخل لفترة طويلة. ولا يمكن للنظام الدولي أن يستمر إلا إذا تم اتباع القواعد. لدينا آليات قوية متاحة لفرض هذه القواعد. حان الوقت لاستخدامها".