خليجي 24.. انتظروا بطولة استثنائية

والتوقع بتحقيق قطر للبطولة، لا يعني انعدام فرص الآخرين في الفوز بالكأس، خاصة وأن هناك خمسة منتخبات أخرى تملك من الإمكانيات والتاريخ ما يؤهلها لتحقيق اللقب

 

لم تحظ أي بطولة من بطولات كأس الخليج لكرة القدم التي أقيمت حتى الآن( 23 بطولة ) بالاهتمام والترقب والمتابعة، كهذا الذي تحظى به البطولة القادمة ( خليجي 24 ) التي تنظمها قطر من 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إلى 8 ديسمبر / كانون الأول القادم، يبدو هذا جليا وواضحا من حجم الاهتمام والمتابعة الإعلامية للبطولة داخل وخارج منطقة الخليج، وكذلك التفاعل الجماهيري الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في ظل تقاطع تلك البطولة مع أحداث سياسية كبيرة فرضت نفسها على المنطقة في السنوات القليلة الماضية وجعلت لتلك البطولة مكانة وأهمية تفوق شقيقاتها من البطولات الأخرى، حتى إن البعض يتوقعها أن تسهم في رسم علاقات مستقبلية بين دول المنطقة.

لكن وبعيدا عن السياسة فهناك أسباب ودوافع تنافسية تضعنا أمام بطولة تاريخية بكل المقاييس، بل وتجعلنا نتوقع أن تكون هي الأفضل والأقوى بين كل البطولات التي أقيمت حتى الآن.

التحديات القطرية

يجمع كل الدول المشاركة في البطولة ( 8 دول ) هدف واحد وهو الفوز باللقب، إلا قطر فأهدافها أكبر وأكثر من ذلك بكثير، نعم الفوز بالكأس على رأس الأهداف خاصة وأن البطولة على أرضها ووسط جماهيرها، لكن اختبار قدرة البلد على النجاح التنظيمي هدف أهم وأكبر، سيما وأن تنظيم تلك البطولة سيكون بمثابة البروفة العملية لبطولات أخرى قادمة أكبر وأوسع، وعلى رأسها نهائيات كأس العالم لكرة القدم للكبار ( قطر 2022 ) ومن قبلها بطولتان عالميتان أيضا هما كأس العالم للأندية 2019 و2020، وإذا كانت قطر أصبحت متمرسة على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى ولها تاريخ ناجح في استضافة بطولات عالمية أخرها بطولة العالم لألعاب القوى 2019، إلا أن الأمر في البطولة القادمة سيكون مختلفا، أولا لأنها بطولة في اللعبة الشعبية الأولى وهي كرة القدم، ثانيا لأن العالم كله سيراقب تنظيم قطر لها، ليختبر قدراتها وإمكاناتها قبل تنظيمها للبطولات العالمية القادمة.

ولا يقل سعي قطر لتحقيق النجاح التنظيمي للبطولة عن سعيها للفوز باللقب، حيث الفوز باللقب يحقق لها العلامة الكاملة للنجاح، وهو أمر لا يبدو بعيدا عن قدرة المنتخب القطري بطل آسيا والمتصدر الحالي لمجموعته بتصفيات كأس العالم وكأس آسيا، ولا شك أن تنظيم البطولة على أرضه ووسط جماهيره أمران يزيدان من ترجيح كفته على بقية الفرق المشاركة.

خمسة منتخبات أخرى تنافس على اللقب

والتوقع بتحقيق قطر للبطولة، لا يعني انعدام فرص الآخرين في الفوز بالكأس، خاصة وأن هناك خمسة منتخبات أخرى تملك من الإمكانات والتاريخ ما يؤهلها لتحقيق اللقب، هي السعودية والإمارات والكويت والعراق وعمان. كلها تطمح للفوز بالكأس، فالمنتخب السعودي وهو أحد أقوى وأكبر المنتخبات العربية والآسيوية، يتطلع لتحقيق بطولة لم يحققها منذ 16 سنة، وفرصته في استعادة اللقب بالبطولة القادمة لا تبدو بعيدة خاصة في ظل قيادة مدربه المخضرم الفرنسي هيرفي رونار صاحب الإنجازات الأفريقية الكبيرة. أما المنتخب الإماراتي فلديه حافزان للفوز بالبطولة، أولهما استعادة اللقب الذي حققه 2013، ثانيهما رد الاعتبار والفوز بالكأس على أرض قطر التي كانت قد فازت بكأس آسيا على أرض الإمارات. يأتي بعدهما المنتخب الكويتي الذي يسعى لتحقيق أمجاده في البطولة فهو صاحب نصيب الأسد من عدد الفوز بالبطولة (عشر مرات)، وفي البطولة القادمة يتطلع لتحقيق بطولة جديدة ليواصل التغريد منفردا على القمة. أما المنتخب العراقي الفائز باللقب ثلاث مرات أخرها منذ أكثر من ثلاثين عاما (1988)، فعلى الرغم من معاناته نتيجة الأوضاع التي تعيشها بلاده منذ فترة طويلة إلا أنه مازال محتفظا بقيمته وقوته وصيته بين المنتخبات الخليجية، ويظل دائما واحدا من المرشحين. يبقى المنتخب العماني حامل اللقب وصاحب المستوى الثابت في الفترة الأخيرة، وهو واحد من أقوى وأبرز المرشحين للفوز باللقب.

انتظروا بطولة استثنائية.

 

 

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه