محمود عباس يعلن تأجيل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية

عباس

صدر الصورة، EPA

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيؤجل انتخابات برلمانية نادرة، وذلك وسط خلاف بشأن حقوق التصويت.

وقال عباس إن الانتخابات لا يمكن أن تُجرى إلا إذا سمحت إسرائيل للفلسطينيين بالتصويت في القدس الشرقية المحتلة.

ولم توضح إسرائيل ما إذا كانت ستسمح بذلك دون قيود.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية - الأولى منذ عام 2006 - في مايو/ أيار ويوليو/ تموز.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية ستمضي قدما.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يواجه عباس تحديات غير مسبوقة من خصوم سياسيين، وهو ما يمكن أن يُضعف فرص نجاح حركة "فتح" التي يتزعمها.

ماذا وراء تعليقات عباس؟

فلسطينيون في مقهى يتابعون خطاب عباس

صدر الصورة، Reuters

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

بعد اجتماع مع فصائل فلسطينية مساء الخميس، ألقى عباس باللوم في التأجيل على خلاف بشأن القدس.

وقال عباس في خطاب بثه التلفزيون الفلسطيني "أمام هذا الوضع الصعب، قررنا تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة القدس وأهلها".

وأضاف "القدس لن تتنازل، وأهلنا في القدس لن يتنازلوا عن حقهم في ممارسة حقوقهم الديمقراطية".

ويصر الفلسطينيون على السماح لجميع الناخبين الفلسطينيين في القدس الشرقية، وعددهم 150 ألفا، بالإدلاء بأصواتهم في ضواحيها.

لكن بموجب اتفاق سابق مع إسرائيل يحكم حقوق التصويت للفلسطينيين في المدينة، يمكن لما يصل إلى 6300 شخص فقط التصويت هناك في مكاتب للبريد حددتها إسرائيل. وفي الانتخابات الأخيرة، سُمح للباقين بالإدلاء بأصواتهم خارج حدود المدينة.

وفي الأسبوع الماضي، قال المسؤول الفلسطيني البارز، حسين الشيخ، إن إسرائيل أبلغت السلطة الفلسطينية أن موقفها من إجراء الانتخابات في القدس الشرقية "لا يزال سلبيا". ولم تعلق إسرائيل علانية على هذه القضية، رغم أن وزارة خارجيتها قالت إنها "ليس لديها نية للتدخل [في الانتخابات الفلسطينية] ... ولا منعها".

وعلى الرغم من هذا، تزايدت التكهنات بأن عباس سيلغي الانتخابات، وذلك منذ أن أعلن منافسون يحظون بشعبية في حركة فتح أنهم سيخوضون الانتخابات بقوائمهم الخاصة.

ومن بين هؤلاء محمد دحلان، المسؤول الأمني السابق بحركة فتح الذي نفاه عباس في عام 2011 بزعم التخطيط لانقلاب. ومنهم كذلك مروان البرغوثي، المسجون في إسرائيل منذ عام 2004 بتهم القتل والإرهاب أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية؛ وناصر القدوة، ابن شقيق مؤسس فتح والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.

لماذا تعتبر القدس نقطة شائكة؟

القدس

صدر الصورة، Reuters

وضع المدينة يدخل في صُلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وغالبا ما يكون لأفعال كل طرف هناك رمزية سياسية ضخمة.

تحتل إسرائيل القدس الشرقية منذ حرب عام 1967 وتعتبر المدينة بأكملها عاصمتها، على الرغم من أن الغالبية العظمى من المجتمع الدولي لا تعترف بذلك. ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية المأمولة. وتحظر إسرائيل النشاط السياسي الفلسطيني هناك، معتبرة أنه انتهاك للسيادة الإسرائيلية.

ويتمتع جميع الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية، وعددهم 350 ألفا تقريبا، بوضع المقيمين الدائمين في إسرائيل، لكنهم (إذا كانوا مؤهلين) يصوتون في الانتخابات الفلسطينية، وليس الإسرائيلية، إلا إذا حصلوا على الجنسية الإسرائيلية التي يحق لهم التقدم للحصول عليها.

لماذا تعد هذه الانتخابات مهمة؟

مسؤولتا انتخابات تُسجلان أسماء ناخبات في غزة

صدر الصورة، Reuters

ستكون هذه أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما، ويمكن أن تعيد تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني.

وانتُخب عباس في عام 2005، لفترة رئاسة كان ينبغي أن تستمر أربع سنوات، لكنه لا يزال في منصبه. ويعتبر العديد من الفلسطينيين أن عباس، الذي يبلغ من العمر الآن 85 عاما، غير متصل بشعبه، وأن الحكومة - أو السلطة الفلسطينية - التي يقودها فاسدة.

ومن شأن الانتخابات الجديدة توفير فرصة لرأب الخلافات التي أدت إلى انقسام المجتمع الفلسطيني منذ الانتخابات الأخيرة في عام 2006. وقد أسفرت تلك الانتخابات عن فوز ساحق مفاجئ لحركة "حماس"، ما أدى إلى تشكيل حكومة مشتركة مع حركة فتح لم تدم طويلا. وبعدها أسفرت اشتباكات بين الجانبين عن سيطرة حماس على قطاع غزة، فيما تسيطر السلطة الفلسطينية، التي تهيمن عليها فتح، على أجزاء من الضفة الغربية.

وعلى الرغم من أن حماس قررت خوض الانتخابات، إلا أن تقديمها أداء قويا من شأنه خلق صعوبات لإسرائيل والغرب.

فحماس لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود ولا تقبل اتفاقيات السلام السابقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وخاضت الحركة صراعات عدة مع إسرائيل التي تعتبر، مع دول أخرى، حماس جماعة إرهابية.